1 min lu
العدد الأول

ستكون الوجهة غير مألوفة، لأن انطلاقة المجلة كطفل يبلغ أن يتعلم ويستفيد من تجارب من سبقها، وجهة لا يعرف معها الشغوف ما سيلقى أمامه من مشارب تسقي ظمأه العلمي، وتروي نهمه المعرفي، ومن مآكل يتنوع فيها المقدم من آلذ وأطيب ما تشتهيه النفس البشرية، غير أن المطبوخ بنسق مميز ومفيد وجيد، مميز من حيث سلامة المأكول من عدم تجانس المكونات التي ستجمعه، ومفيد من حيث طراوة نضجه وحلاوة ملمسه، وجيد لإنهائه كما بدأ يعطي انطباعا بالصدق والابتعاد عن اللامبالاة، قلنا أن المطبوخ ستجده لا ساخنا ولا باردا، لا ساخنا يتطاير دخانه إلى غير عنان، وجهته تحددها الرياح، ولا يلسع اللسان إن تم تذوقه، ولا باردا يضر الحلق إن أكل، فهو في وسط المعمعة، لا يضر صاحبه يجده مميزا ومفيدا وجيدا، تغط جوعه التبصيري. حتى إذا حط الرحال إلى معلمته - ولربما لن تعجبه انطلاقة الوسيلة التي امتطاها، لضآلة السرعة التي آلفها - شد الوثاق وعزم العزم على عدم مفارقتها، وإن عاد منها اشتاق للعودة إليها، فالحنين إلى الوطن لا يقابله أي عطاء، ومهما كلفت الرحلة فلا يهم ما دامت الاستزادة محققة، والاستمرارية مكرسة، والاستنفاع قائم ومواكب لكل المستجدات التي تطرأ، ما دامت الرحلة ربابنها أساتذة يرشدون طاقمها الحديث في كيفية الوصول، وحسن النية في جعل ملعمتنا أهبة لهذا التميز واستلهام المحب لفن القراءة الذي لا يقابله أي فن في العالم بأسره، ولأن العلوم لا تكتسب إلا بالمطالعة ومداواة العقل بالقراءة، وملء القلب بحب التصفح، واشتياق الأذن لمسمع تقلب الصفحات، وتطيب الأنف بعطر الكتاب، وزنة العين في عدم مفارقة الحروف والأرقام المطبوعة على الورق الذي غزاه مخلوق فضائي مدمر، والأدهى من كل هذا أنها زنة غير محرمة، فاستحضار النية الطيبة مكرس ومقدم بإذن الواحد القهار، ولا نقول بأنها ستكون معلمة العلوم، وإنما هي فرد داخل أسرة عريقة يشهد لها بألف تحية، وتبدأ بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

Commentaires
* L'e-mail ne sera pas publié sur le site web.
CE SITE A ÉTÉ CONSTRUIT EN UTILISANT